للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ ابْن ماسويه: من أَرَادَ الْقَيْء بالخربق الْأَبْيَض فَليَأْكُل قبل ذَلِك طَعَاما خَفِيفا يَسِيرا. وَقَالَ: إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فأسهله دفْعَة من غير حذر وَإِن كَانَت ضَعِيفَة فقيء مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا.

وَقَالَ: الإسهال فِي الْبلدَانِ الحارة أقل مِقْدَارًا من الْأَدْوِيَة المسهلة وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الْأَسْنَان والأزمان وبالضد وأهم من تُرِيدُ سقيه بعد الدَّوَاء يَوْمَيْنِ وَقَبله يَوْمَيْنِ من الْأَطْعِمَة والأشربة وَالْجِمَاع والتعب وَيَأْكُل إسفيذباجاً وجوذابا خَفِيفا وَبعد الإسهال إِن كَانَ معتدلاً فزيرباجا وَإِن كَانَ مفرطا فنيرباجا وَلَا يكون لَحمهَا غليظاً. قَالَ: واسق الْمَطْبُوخ فاتراً والحبوب بِمَاء فاتر وَلَا يشرب على الْمَطْبُوخ ماءاً فاتراً إِلَّا بعد تَمام عمله وَمَتى أُرِيد بالحب الرَّأْس فَلْيَكُن كبارًا وبالضد وَجُمْلَة إِن أَحْبَبْت أَن يطول بَقَاء الْحبّ فكبره وَإِن أردته لتنقية المفاصل فصغره: وَمَا خرج من الإسهال صافياً فَهُوَ من الأوردة والأقاصي وَمَا خرج من الْمعدة كَانَ كدراً وَإِذا أَبْطَأَ الدَّوَاء عَن الإسهال فحركه بِمَاء حَار وَعسل أَو بِمَاء حَار وملح وَإِن كَانَ ألف ألف إبطاؤه فِي الأمعاء السفلي فاحقن واسق الْأَدْوِيَة المخرجة للأخلاط اللزجة وَيعرف بِأَن الدَّوَاء بَاقِي فِي الْمعدة بعد من الجشاء وَذَلِكَ أَنه يكون للجشاء طعم الدَّوَاء وَمن قصر الدَّوَاء فِيهِ عَن عمله يدْخل الْحمام بعد ذَلِك بِيَوْم ويواظب عَلَيْهِ أَيَّامًا لتخرج الفضول عَنهُ وَاحْذَرْ أَن يلْحق الْأَدْوِيَة القوية الإسهال إِذا قصر فِي يَوْمهَا شَيْء مِنْهَا فَإِنَّهُ إِنَّمَا حدث عَن ذَلِك من الإسهال وينفع من الْغم على الدَّوَاء مَا فِي بَاب الهيضة من المغص مَا فِي بَاب المغص وَإِن كَانَ إِنْسَان يكثر مغصه من الدَّوَاء فليشربه بِعَسَل ويكمد بَطْنه ويتردد من يتقيأ الدَّوَاء فليبادر بقيء قبل أَخذه لَهُ.

حنين من الْأَسْنَان: الأمعاء تنقي وَيذْهب عَنْهَا البلغم المكتسب من فضل الْغذَاء إِنَّمَا ينصب إِلَيْهَا من الكبد والمعدة فلَان فِي الْأَكْثَر لَا تنصب إِلَيْهِ مرّة صفراء لِأَن ذَلِك أصلح فِي الْخلقَة فَلَا بُد من اجْتِمَاع فضول الْغذَاء وَإِذا كثرت البلاغم أفسدت الهضم والشهوة وَهَذَا يحْتَاج الأصحاء إِلَى تنقية معدهم مِنْهُ بالقيء على حسب تولد هَذَا الْخَلْط فيهم فبعضهم يحْتَاج إِلَى أَكثر وَبَعْضهمْ يحْتَاج إِلَى أقل وَيجب لذَلِك أَن يَأْكُلُوا أَطْعِمَة مقطعَة ويصبروا حَتَّى تتقطع ويتقيأوا وَيَكْفِي الأصحاء مرَّتَيْنِ فِي الشَّهْر وَأما إدمانه فَإِنَّهُ يضر الْعين والأسنان ويضر الْمعدة جدا لِأَنَّهُ يوهنها ويضعف قوتها ويجعلها مغيصاً للفضول.)

فيلغريوس: يلقِي حب القوقايا فِي عسل يلوث الْحبّ فِيهِ مَرَّات. لي حل سكرا طبرزدا بِمَاء ورد واطبخه وَخذ رغوته واطبخه بِنَار لينَة حَتَّى يصير أغْلظ من الْعَسَل كثيرا كَأَنَّهُ عسل مَعْقُود ثمَّ لوث فِيهِ الْحبّ للشباب وللمشايخ يطْبخ بِعَسَل.

<<  <  ج: ص:  >  >>