وَيكون من ضعف الماسكة لفساد مزاج رَدِيء يغلب على الْبَطن كُله الْمعدة والأمعاء وَقد يكون من تقرح كالقلاع وَرُبمَا كَانَ حَادِثا فِيهَا من بلغم مُجْتَمع فِيهَا كالبلغم الحامض والتقرح فِي سحج الأمعاء والمعدة فسببه كيموس بَارِد لطيف وَهَذَا الكيموس إِن كَانَ مُحْتَاجا إِلَى استفراغ من فَوق لِأَنَّهُ لطيف فَهُوَ لَا يحْتَاج أَن يستفرغ بالقيء فِي الشتَاء وَأما الكيلوس البلغمي فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج فِي وَقت من الْأَوْقَات إِلَى استفراغ بالقيء لِأَن الَّذِي يُمكن أَن يخرج بالقيء فَهُوَ مَا فِي الْمعدة لَا فِي الأمعاء.
الْمَوْت السَّرِيع لج: من بِهِ زلق الأمعاء فَظهر بِهِ حذاء الْموضع أَو على الأضلاع بثر صلب أَبيض كالحمص وَكثر بَوْله وأفرط مَاتَ من سَاعَته من بِهِ الْمَشْي فَظهر على يَده الْيُمْنَى أثر كَأَنَّهُ باقلاه وَلم يتَغَيَّر لَونه مَاتَ فِي السَّابِع إِن سُئِلَ صَاحب هَذَا الوجع سَاعَة يَعْتَرِيه عَن شَهْوَته أخبر أَنه شبعان.)
أبيذيميا: الذرب هُوَ أَن يخرج البرَاز دَائِما وَهُوَ لين وزلق الأمعاء أَن يخرج الطَّعَام كَمَا أكل فَلم يتَغَيَّر الأخلاط فالقيء علاج قوي ألف ب عِنْد الإسهال المزمن لِأَنَّهُ يمِيل الأخلاط إِلَى فَوق.
تقدمه الْمعرفَة: لين الطبيعة إِمَّا لِأَن الْغذَاء لَا يصير إِلَى الكبد أَو لِأَنَّهُ ينصب إِلَى الأمعاء من الكبد فضول. بَينهمَا: أَن الَّذِي يكون من أجل أَن الْغذَاء لَا ينفذ إِلَى الكبد يخرج قَلِيلا قَلِيلا مَعَ تَوَاتر ورياح وَالْآخر بالضد.
الْفُصُول: من كثر بَوْله قل برازه لِأَن الرُّطُوبَة إِن مَالَتْ إِلَى الْبَوْل قل قدر البرَاز وجف وَمَتى حدث جشاء حامض فِي زلق الأمعاء بعد تطاولها وَلم يكن قبل ذَلِك فعلامة محمودة هَذِه الْعلَّة لَا يحدث مَعهَا تغير الطَّعَام فِي الْمعدة فِي شَيْء من كيفياته وكما أَن تقصاير الْبَوْل إِنَّمَا يحدث إِذا ألمت المثانة بِمَا يرد عَلَيْهَا من الْبَوْل أَن يجْتَمع لَكِن تَدْفَعهُ إِمَّا لثقله عَلَيْهَا أَو لتذيعها وَقد يحدث بِسَبَب سلاق يَقع فِي الأمعاء والمعدة فَإِن الطَّعَام إِذا لامس تِلْكَ الْمَوَاضِع المنسلخة دَفعته عَنْهَا فِي أسْرع الْأَوْقَات فَإِذا كَانَ من هَذَا السَّبَب كَانَ مَعَه حس لذع وَأما الآخر فَلَا يكون مَعَه حس مؤذ الْبَتَّةَ والصنف الثَّانِي الَّذِي من التشنج يبرأ فِي أسْرع الْأَوْقَات بالأدوية القابضة وَإِن كَانَ مُرُور ذَلِك الْخَلْط قد انْقَضى وبرئت الْعلَّة فِي أسْرع الْأَوْقَات بالأغذية والأشربة القابضة وَإِن بَقِي مُرُور هَذَا الْخَلْط مُدَّة انْتقل صَاحبهَا إِلَى اخْتِلَاف الدَّم.
وَأما الصِّنْف الآخر الَّذِي بِسَبَب ضعف الماسكة فَإِنَّهُ يكون من أجل مزاج رَدِيء إِلَّا أَن ذَلِك المزاج رُبمَا كَانَ من خلط تحويه الْمعدة والأمعاء وَأحد الأخلاط الَّتِي يُمكن أَن يكون مِنْهَا هُوَ البلغم يعرض بِسَبَبِهِ لصَاحب هَذِه الْعلَّة الجشاء الحامض وَقد يعرض الجشاء الحامض فِي ابْتِدَاء هَذِه الْعلَّة حِين تحدث