للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إليتية فِي زمن قَلِيل بِأَن كَانَ يلذعهما بِالضَّرْبِ المعتدل يَوْمًا وَيَوْما لَا وَيسْتَعْمل طليهما بالزفت بِمِقْدَار معتدل وَأما من كَانَ قد نحف جَمِيع بدنه فَإِنَّهُ ينْتَفع بالاستحمام بعد الطَّعَام وَأعلم أَن المستحم بعد الطَّعَام لَا يُؤمن أَن يعرض لَهُ سدد فِي كبده وخاصة إِن كَانَ نوع الطَّعَام مُوَافقا لذَلِك فَإِن الْأَطْعِمَة المولدة للدم الغليظ قد تحدث سدة إِن اسْتعْملت على غير هَذَا الْوَجْه فدع إِذا اسْتعْمل على هَذَا الْوَجْه يَعْنِي أَن يدْخل بعد تنَاولهَا الْحمام وَقد يُولد مثل هَذَا التَّدْبِير أَيْضا إِذا طَال الْحَصَاة فِي كلى وَالسَّبَب الَّذِي لَيْسَ يعرض لجَمِيع ن يسهله اخْتِلَاف الْخلق وَذَلِكَ أَن من النَّاس من كلاهم ملززة ضيقَة المجاري وَكَذَلِكَ بحاري أكبادهم وَآخَرين هم بالضد من هَؤُلَاءِ وَلَيْسَ لَهُم عَلامَة بَيِّنَة فتعرف بِهِ)

هَذَا لَكنا تسْأَل من تدبره بِهَذَا التَّدْبِير هَل بِحَدّ مس ثقل فِي جنبه الْأَيْمن أَو فِي قطنه فَإِن أصَاب ذَلِك أطعناه من سَاعَته كبرا بخل وَعسل فِي أول طَعَامه وَلَا يزَال يفعل بِهِ ذَلِك حَتَّى يذهب عَنهُ مَا وجد من الثّقل فَأَما مَتى كَانَ أَعْضَاء الْجِسْم لَا تتغذى إِلَّا بكد وَكَانَ مَعَ هَذَا قد برد بردا كثيرا فَإِن قد اسْتعْملت كم من مرّة فِي مداواته الينتون وطلبته بِهِ مَعَ عسل وَمرَّة مَعَ قيروطى فَإِن هَذَا أَيْضا إِذا وضع على الأعصاب جذب إِلَيْهَا دَمًا كثيرا فَأَما مَتى كَانَ الْجلد نَاقِصا فَإِن أداويه وَبِذَلِك ويستغنى بِهِ عَن غَيره. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: فَأَما النَّقْص الَّذِي يكون فِي الشفتين أَو فِي طرف الْأنف أَو فِي الْأُذُنَيْنِ فَأَنا نسلخ ونكشط أَولا الْجلد من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا ثمَّ نقطع اللَّحْم الصلب ونجمع الْجلد من الْجَانِبَيْنِ ونضم أَحدهمَا إِلَى الآخر ثمَّ يخيطهما بعد ذَلِك ونلزقهما.

فِي حفظ الصِّحَّة: إِن قضافة الْبدن قد تكون من أجل سوء المزاج الْيَابِس يعرض فِي الْبدن أَو فِي الْمعدة وَيكون سَببا لضعف الْقُوَّة المؤدية للغذاء أَو الْقُوَّة الغاذية أَو جَمِيعًا وَقد نفع من كَانَ نحيلاً من هَؤُلَاءِ من ضعف هَاتين القوتين بالطلاء الزفتي وبالدلك قبل الاستحمام بمناديل متوسطة فِي الخشونة واللين إِلَى يحمر بدنه ثمَّ يدلك بعد ذَلِك دلكا صلباً كثيرا ليصلب بدنه ألف ب وَيسْتَعْمل بعد من الرياضة مِقْدَارًا معتدلا ثمَّ يستحم وَلَا يبطئ فِي الْحمام وينشف فِي مناديل كَذَلِك قَلِيلا أَيْضا ثمَّ يمرخ بدنه بدهن يسير ويتناول طَعَامه وَإِن كَانَت السن تحْتَمل صب المَاء الْبَارِد فعل ذَلِك فَإِنَّهُ ينتقع بِهِ. قَالَ: وَكثير مِمَّن اسْتعْمل هَذَا اللطوخ مِمَّن كَانَ فِي مَا مضى قضيفاً عبلاً وخاصة من كَانَت قوته المغرية غير ضَعِيفَة بل المؤدية للغذاء ضَعِيفَة ويمنعها ن الْغذَاء قلَّة الْمَادَّة والغذاء الَّذِي يصل إِلَى الأوراد وَلَيْسَ شَيْء يُسَاوِي هَذَا اللطوخ فِي الْقُوَّة وَإِذا لم يكن هَذَا الطلاء إِمَّا لتفتيق أَو غَيره فَاسْتعْمل الدَّلْك على مَا وَصفنَا والرياضة على مَا وَصفنَا أَيْضا قبل وغرضنا فِي ذَلِك أَن نجتذب دَمًا كثيرا إِلَى اللَّحْم ونقوى الْقُوَّة المغذي ونمنع جهدنا من التَّحَلُّل وَإِنَّمَا نقوى الْقُوَّة المغذية

<<  <  ج: ص:  >  >>