للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليها، ذلك هو دينها وهذا عو غريمها، ألا تذكر أنك كنت في لياليك هذه ربما تحبس الزوجة عن زوجها وتملكها عليه وهو واقف موقفك هذا في حسرتك هذه يبكي ما تبكي, ويندب ما تندب، ذلك الزوج هو الذي يتقاضاك اليوم حقه ويأبى ألا أن يأخذ عينا بعين ونقدا بنقد، فهو يفجعك في زوجتك كما كنت تفجعه في زوجته, ويقض١ مضجعك كما كنت تقض مضجعه، وأنا أعيذك بعدلك وإنصافك أن تكون من لواة الدين أو تكون من الظالمين.

قال: حسبك يا بلال فقد بلغت مني وإن لي في حاضري ما يشغلني عن ماضي فادع لي ولدي، قال: لم يعد يا سيدي من الوجه التي بعثته فيه حتى الآن، قال: لا أذكر أني بعثته في وجه ما, وأين ذهب؟ قال: ذهب إلى الحانة التي يختلف إليها, ولن يرجع منها حتى يرتوي ولن يرتوي حتى يعجز عن الرجوع، إنني طالما وقفت بين يديك يا مولاي ضارعا إليك أن تحول بينه وبين خلطاء السوء وعشراء الشر حتى لا يفسدوه عليك فكنت تعرض عني إعراض من يرى أن تدليل الولد وترفيهه٢ وإرخاء العنان له عنوان من عناوين العظمة ومظهر


١ أقض مضجعه جلعه خشنا.
٢ رفهه جعله مترفها أي: لين العيش.

<<  <  ج: ص:  >  >>