للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جار لنا من أرباب الثراء والنعمة، وكان قصره يضم بين جناحيه فتاة ما ضمت القصور أجنحتها على مثلها حسنا وبهاء، ورونقا وجمالا، فألم بنفسي من الوجد بها ما لم أستطع معه صبرا، فما زلت بها أعالجها فتمتنع وأستنزلها فتتعذر وأتأتى إلى قلبها بكل الوسائل فلا أصل إليه حتى عثرت بمنفذ الوعد بالزواج فانحدرت منه إليها، فسكن جماحها، وأسلس قيادها، فسلبتها قلبها وشرفها في يوم واحد، وما هي إلا أيام قلائل حتى عرفت أن جنينا يضطرب في أحشائها فأسقط في يدي وطفقت أرتئي بين أن أفي لها بوعدها، أو أقطع حبل ودها، فآثرت أخراهما على أولاهما وهجرت ذلك المنزل إلى المنزل الذي كنت تزورني فيه أيها الصديق، ولم أعد أعلم بعد ذلك من أمرها شيئا.

مرت على تلك الحادثة أعوام طوال وفي ذات يوم جاءني منها مع البريد هذا الكتاب ومد يده تحت وسادته وأخرج كتابا باليا مصفرا فقرأت فيه ما يأتي:

لو كان بي أن أكتب إليك لأجدد عهدا دارسا أو ودا قديما ما كتبت سطرا، ولا خططت حرفا؛ لأني لا أعتقد أن عهدا مثل عهدك الغادر، وودا مثل ودك الكاذب، يستحق أن أحفل به فأذكره، أو آسف عليه فأطلب تجديده,

<<  <  ج: ص:  >  >>