إنك عرفت حين تركتني أن بين جنبي نارا تضطرم، وجنينا يضطرب، تلك للأسف على الماضي، وذاك للخوف من المستقبل، فلم تبل بذلك وفررت مني حتى لا تحمل نفسك مئونة النظر إلى شقاء أنت صاحبه، ولا تكلف يدك مسح دموع أنت مرسلها، فهل أستطيع بعد ذلك أن أتصور أنك رجل شريف، لا بل لا أستطيع أن أتصور أنك إنسان؛ لأنك تركت خلة من الخلال المتفرقة في نفوس العجماوات والوحوش الضارية إلا جمعتها في نفسك وظهرت بها جميعها في مظهر واحد.
كذبت علي في دعواك أنك تحبني وما كنت تحب إلا نفسك، وكل ما في الأمر أنك رأيتني السبيل إلى إرضاء نفسك فمررت بي في طريقك إليها، ولولا ذلك ما طرقت لي بابا، ولا رأيت لي وجها.
خنتني إذ عاهدتني على الزواج فأخلفت وعدك ذهابا بنفسك أن تتزوج امرأة مجرمة ساقطة، وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا صورة نفسك، وصنعة يدك، ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة، فقد دفعتك جهدي حتى عييت بأمرك فسقط بين يديك سقوط الطفل الصغير، بين يدي الجبار الكبير, سرقت عفتي، فأصبحت ذليلة النفس حزينة القلب أستثقل