هؤلاء المتسولين بماله على الاستمرار في هذه الخطة الدنيئة فيغري كل من شعر في نفسه بالميل إلى البطالة وإيثار الراحة بالسعي على آثارهم، والاحتراف بحرفتهم، فكأنه قطع من جسم الإنسانية عضوا كاملا، لو لم يقطعه لكان عضوا عاملا، وكأنه هدم بعمله هذا جميع تلك المساعي الشريفة التي بذلها الأنبياء والحكماء قرونا عديدة لإصلاح المجتمع الإنساني وتهذيب أخلاقه وتخليصه من آفات الجمود والخمول، فهل رأيت معروفا أقبح من هذا المعروف وإحسانا أسوأ من هذا الإحسان.
تنظيم الاحسان:
ليست كمية المال التي ينفقها المحسنون في سبيل الإحسان مما يستهان به فلو قال قائل إنها تبلغ في مصر وحدها كل عام مليونا من الذهب لما أخطأ التقدير.
سألت رجلا من وجوه الريف المعروفين بالبر والإحسان عن كمية ما ينفقه كل عام في هذا السبيل فأطلعني على جريدة حسابه فرأيتها هكذا.