يكن في فطرته ما يقاوم سلطان التربية على نفسه أخذ أخذهم في الحرص وتخلق فيه بأخلاقهم كما يتخلق بها في العقائد والعادات من حيث لا يفكر في استحسان أو استهجان, كأنما هي عدوى الأمراض التي تسري إلى الإنسان من حيث لا يدري بها ولا يشعر بسريانها، ويحكى أن رجلا دخل منزلا يعرف أهله بالشح والحرص, فرأى طفلا صغيرا في يده ليمونة صغيرة فسأله إياها فأجابه الطفل:"إن يدك لا تسعها".
الثالث –سوء الظن بالله- ذلك أن المتدين إذا أخذت عقيدة القضاء والقدر من نفسه مأخذها رسخ في قلبه الإيمان بأن لله سبحانه وتعالى عينا ساهرة على عباده الضعفاء, فهو أرحم من أن يغفل شأنهم ويكلهم إلى أنفسهم ويسلمهم لصروف الليالي وعاديات الأيام، فلا يلج به الحرص على الجمع، ولا يزعجه الخوف من البذل، وعلى العكس منه ضعيف الإيمان ضعيف الثقة بواهب الأرزاق ومقسم الحظوظ والجدود, فهو لسوء ظنه به لا يزال الخوف من الفقر نصب عينيه حتى يصير البخل ملكة راسخة فيه.
الرابع -النكبات- كثيرا ما تحل بالإنسان نكبات تصهر قلبه وتزعج غريزته عن مستقرها، ومن ذلك النكبات