للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخاصة؛ لأنه علم خالص من شائبة التكلف والتعمل، حتى إنك لتجد في بعض الأحايين بين معلومات الخاصة ومذاهبهم وآرائهم ما يضحك الثكلى لغرابته وشذوذه, وما يترفع أضيق العامة ذهنا وأضعفهم فهما أن يجعل له شأنا، أو يقيم له وزنا؛ ولأنه يعلق بالنفس ويتغلغل بين طياتها تغلغلا تظهر آثاره على الجوارح، وكثيرا ما تجد بين الجهلاء من تعجبك استقامته، وبين العلماء من يدهشك اعوجاجه، وإن كان صحيحا ما يقولون من أن العلم ما ينتفع به صاحبه، فكثير من الجهلاء، أعلم من كثير من العلماء.

فلا تبالغ في تقدير فلسفة الفلاسفة وعلم العلماء، ولا تنظر إليهم نظرا يملأ قلبك رهبة وهيبة، ولا تغل في احتقار الجهلاء، وازدراء العامة والضعفاء، ولا تكن ممن يقضون حياتهم أسرى العناوين وعبيد الألقاب.

وإن في اختفاء الحقائق الكونية وتنكرها وضلال هذا العالم في مذاهبه ومراميه وتفرقه مذاهب وشيعا, وركوب كل فريق رأسه وهيامه على وجهه, ووقوف طلاب الحقيقة في كل دهر وعصر في مفارق الطرق ورءوس المسالك حيارى ينشدون فلا يجدون، ويجدّون فلا يصلون، لدليلا على أن الفلاسفة والحكماء والعلماء كلمات غير مفهومات، وأسماء بلا مسميات،

<<  <  ج: ص:  >  >>