للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستور إذا ادعى على آخر بفلس أو سحتوت حتى تطالبه بالشهود العدول والصكوك المؤكدة والأيمان المحرِّجة، فإذا قام بين يديها من لا تعرف له عدلا في سيرته، ولا صدقا في قوله، ولا إخلاصا في عمله، فادعى الوطنية لنفسه، والوطنية أثمن من الجوهر المنتقى واللؤلؤ المكنون، حكمت له بصحة دعواه في قضيته حكم القضاة الظالمين, بغير بيِّنة ولا يمين.

لولا خداع العناوين لوجدنا بين التجار الأمناء الذين يخدمون أمتهم بالصدق في القول والأمانة في العمل، والموظفين الشرفاء الأعفاء الذين لا يحابون ولا يصانعون، والحكام العادلين المخلصين لله وللأمة في السر والعلن، والزارعين المستقيمين، والصناع المجدين، والأكَّارين المستضعفين، من هو أولى بلقب الوطنية من أولئك الصارخين المتهوسين، والكاتبين المخادعين.

الأمجاد:

يقولون: إن الولد سر أبيه, ويريدون بذلك أنه المرآة التي ترتسم فيها صورته والبذرة التي تكمن فيها حقيقته وماهيته، وعلى هذه القاعدة بنى البانون قاعدة المجد, فأعظموا شأن الرجل الذي يمسك بطرف سلسلة في النسب يتصل أولها بعظيم من عظماء النفوس، أو شريف من شرفاء الأخلاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>