دهرها ما لم تكن تمني نفسها بالوشل القليل منه، وما هي إلا أيام قلائل حتى ظهرت في قصر ذلك الرجل العظيم فتاة جديدة من أجمل الفتيات وجها وأكرمهن أخلاقا وأرقهن شمائل وأكملهن آدبا، يعرفها كل من عرف صاحب القصر أنها ابنة قريب له مات عنها وخلفها يتيمة, فكان إلى هذا القصر مصيرها.
وكان لصاحب القصر فتاة من الفتيات اللواتي ربين التربية الحديثة التي يسمونها "التربية العصرية" ويريدون منها التربية الإفرنجية، فكان كل ما حصلت عليه من العلوم والمعارف, الفنون الآتية:
١- الرطانة الأعجمية حتى مع خادمها الزنجي، وكلبها الرومي.
٢- الولوع بمطالعة الروايات الغرامية.
٣- البراعة في معرفة أي الأزياء أعلق بالقلوب, وأجذب للنفوس.
٤- الكبرياء والعظمة, واحتقار كل مخلوق سواها حتى أبويها.
٥- الأثرة وحب الذات حبا يملأ قلبها غيرة وحسدا, حتى إنها لا تستطيع أن تسمع وصفا من أوصاف الحسن يوصف به سواها.