للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رأت هذه الفتاة الشريفة أن هذه الفتاة اللقيطة قد أصبحت تقاسمها قلب أبيها وقلوب الزائرات من النساء بما وهبها الله من جمال الخَلق وجمال الخُلق، فأضمرت لها في قلبها من البغض والموجدة ما يضمره أمثالها من اللواتي ربين تربيتها ونهجن في سبل الحياة منهجها، فكانت تتعمد إساءتها وازدراءها وتغرى بتبكيتها وتأنيبها، والفتاة لا تبالي بشيء من هذا وفاء لسيدها وولي نعمتها، وترفعا عن النزول إلى منزلة من يغضب لمثل الهِنات الصغيرة حتى حدثت ذات يوم هذه الحادثة:

دخل صاحب القصر قصره ليلة من الليالي, فبينا هو صاعد على سلم القصر إذ عثر برقعة ملقاة فتناولها, فقرأ فيها هذه الكلمة:

سيدتي:

أنا منتظرك عند منتصف الليل في بستان القصر تحت شجرة السرو المعهودة. حبيبك.

فما أتم الرجل قراءة البطاقة حتى دارت به الأرض الفضاء, وحتى لمس قلبه بيمينه ليعلم أطار أم لا يزال في مكانه، ثم كأنه أراد أن يخفف ما ألم بنفسه من الحزن والقلق فقال: لعل ذلك الموعد مع تلك الفتاة اللقيطة، ومن الظلم أن أتهم ابنتي قبل أن أعلم الحقيقة، فنظر في ساعته فإذا الساعة قريبة فرجع أدراجه وما زال

<<  <  ج: ص:  >  >>