منتهاها، فأسقط في يدها وعلمت أن أباها قد وقف على سرها فقالت لها: لا تزعجي نفسك فإن أباك لا يعلم أيتنا صاحبة الكتاب, فعودي إلى غرفتك وسأذهب إلى الموعد, مكانك حتى إذا رآني هناك ذهب من نفسه ما كان يخالجها من الشك في أمرك.
ثم استمرت أدراجها حتى وصلت إلى تلك الشجرة, وهنالك برز الرجل من مكمنه واقترب منها حتى عرفها, فحمد الله على سلامة شرفه وشرف ابنته ثم قال لها: أيتها الفتاة, إني أحسنت إليك واستنقذتك من يد البؤس والشقاء فأسأت إلي بما فعلت حتى كدت أهلك الليلة حزنا وغما, وألصق بابنتي ذنبك وأحمل عليها عارك, فاخرجي من منزلي, فاللئيم ليس أهلا للإحسان.
فخرجت خائبة تتعثر في أذيالها حتى وصلت إلى شاطئ النهر, وهنالك أخرجت مذكرتها من محفظتها وكتبت فيها آخر كلمة خطتها أناملها:
"أحمد الله أني قدرت على مكافأة ذلك الرجل الذي أحسن إلي بستر عاره, وإزالة همه وحزنه, وافتدائه بنفسي".
ثم ألقت بنفسها في النهر، وما هي إلا دورة أو دورتان حتى