أو مذهب من المذاهب، وهو رفيق طيته، ولصيق نفسه، في قيامه وقعوده، ويقظته ونومه، وانفراده واجتماعه.
ذلك أن المسلم لا يستطيع أن لا يعطف على أخيه المسلم عطفا خاصا به فوق عطفه على غيره من أفراد البشر؛ لأنه مأمور أن يكون منه بمنزلة اللبنة من اللبنة في البناء الواحد، أي: أن يكون عضدا له في شئون دينه ودنياه.
ولا يستطيع أن يسمع كلمة سوء يريد بها قائلها النيل من دينه والغض منه دون أن يغضب لها؛ لأنه من دينه على بينة، والغضب لا يزال رذيلة من الرذائل حتى يكون للحق فهو أفضل الفضائل.
ولا يستطيع أن يبيع أو يبتاع، ويقرض أو يقترض، وينطق أو يصمت، ويعاشر أو يقاطع، ويوافق أو يخالف، إلا إذا نظر فيما أحل الدين من البيع وحرم من الربا، وفيما رخص للمتكلم أن ينطق به وأوجب عليه أن يمسك عنه، وفيما شرع من معاشرة خيار الناس ومجانبة شرارهم، وموافقة المحقين ومخالفة المبطلين، وهكذا حتى لا يخرج عنه في جميع شئونه وحالاته، سواء أكان في المسجد أو البيعة أو المنزل أو السوق أو المجتمعات العامة أو الأندية الخاصة.