وأصبح اللص الذي لا يحسن صناعة فتح الأقفال ويتقي مغبة تسلق الجدران, قادرا على أن يسرق ما يشاء حينما يشاء تحت راية هذه الشريعة المقلوبة من حيث يأمن الوقوف أمام محكمة الجنايات وجر الأثقال في غيابات السجون, وانتقلت الثروات العظيمة من أيدي أصحابها مخافة أن يسرفوا فيها إلى أيدي آخرين يبددونها تبديدا ويمزقون أديمها تمزيقا من حيث لا يكون بينهم وبين المورث صلة نسب أو وشيجة رحم حتى أصبح السعي في جمع المال في هذا العصر وادخاره للوارثين عملا من الأعمال الباطلة وضربا من ضروب الجهل الفاضح، فمن لي إن أنا دبرت المال وجمعته ألا يكون وارثي فيه من بعدي لصا من أولئك اللصوص الذين تمنحهم المجالس الحسبية ما تمنعهم الشرائع الإلهية، ومن لي أن أعيش إلى أن أدرك ولدي فأتولى أمر تربيته بنفسي قبل أن يظفر به في حداثته ظفر جارح من أظفار الأوصياء, فيميت نفسه ويقتل عقله ويفسد عليه شأن حياته ويلبسه من الفضيحة والعار ما يقلق نفسي في عالمها, ويزعج عظامي في مرقدها.
فلقد حدثني من قص علي تلك القصة الماضية أن ذلك الوصي لما علم أن قد تم له من الحجر على ذلك الغلام ما أراد عمد إلى تزويجه من فتاة حسناء من بنات الأشراف ما كان يعنيه أن