للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ملأت مسمع الخافقين, وأن نجمه الثاقب قد مال إلى الأفول, عمد إلى حيلة شيطانية ختم بها تلك الرواية بمثل ما تختم به الروايات المحزنة.

تفتّح للغلام بعد انقباضه وابتسم إليه بعد تقطيبه, وابتاع له ما اقترحه عليه من ثوب فاخر ومركب فاره ومزاهر وعيدان وكئوس ودنان، ثم خلا به في ساعة من ساعات نشوته وارتياحه فقال له: أيها الصديق قد آن أوان قيامك بشأنك وانفرادك بأمرك, فاكتب إلى المجلس الحسبي رقعة تطلب فيها رفع الحجر عنك, واكتب توقيعك على هذه الجريدة جريدة الحساب, فداخل الغلام من السرور والغبطة ما طار بلبه, فكتب الأولى ووقع الأخرى, ثم أوعز الوصي إلى المجلس الحسبي بتلبية طلبه فلباه وقضى برفع الحجر عنه, فاستقبل الغلام تلك النعمة استقبال الظامئ كأس الشراب وكان لا بد له من أن يشرب حتى يبشم, ففتش بين يديه عن مال ينفقه فلم يجده وكان الرجل قد وكل به عونا من أعوانه يداخله ويتحين فرصة حاجته إلى المال فيمنحه, فكان يعطيه المال باليمين ويأخذ منه صك البيع باليسار, فما زال هذا يعطي وذاك يأخذ حتى أصبح نصف تلك الدائرة بعد عامين اثنين ملكا لعون الوصي وللوصي غدا بثمن لا يساوي عشر معشارها, بل

<<  <  ج: ص:  >  >>