للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن صاحب المصنع يسأل العامل هل وفّى عمله ليمنحه أجره، كذلك يسألك الشعب هل قمت بحماية القانون الذي وكل إليك حراسته فأنفذته كما هو من غير تبديل ولا تأويل، وهل عدلت بين الناس فآسيت بين قويهم وضعيفهم، وغنيهم وفقيرهم، وقريبهم وبعيدهم، وهل استطعت أن تستخلص عقلك من يدي هواك فلم تدع للحب ولا للبغض سلطانا على نفسك يعدل بك عن منهج العدل ومحجته، وهل أصممت أذنك عن سماع الملق والدهان والمدح والثناء فلم تفسد على الناس فضائلهم، ولم تقتل عزة نفوسهم، ولم يذهب بهم الخوف من ظلمك أو الطمع في غفلتك مذهب التوسل إليك بالكذب والنميمة والتجسس وذلة الأعناق وضرع الخدود، فإن وجدك الشعب عند ظنه ورآك أمينا على العهد الذي عهد به إليك أبقى عليك وأبقى لك سلطانك وعرف لك يدك عنده وأحسن إليك كما أحسنت إليه، أو لا كان له معك شأن غير ذلك الشأن ورأي غير ذلك الرأي.

فما سمع منك هذه الكلمات حتى أكبرها وأعظمها؛ لأنه لم يجد بين الكثير الذي يعاشره من يسمعه مثلها، فحقد عليك ونقم منك وأزعجك من مكانك واستعان على مطاردتك بأولئك الذين أذل نفوسهم وأفسد ضمائرهم بظلمه وجوره من قبل ليعدهم

<<  <  ج: ص:  >  >>