للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مني أن أمنحها حياتي, فكيف أبخل عليها بقلبي؟!

٣- خلوت بها للمرة الأولى, فحدثتني نفسي أن أمد يدي إلى يدها فأضعها على صدري لأطفئ بها غلتي, فما لمستها حتى نظرت إلي نظرة العاتب اللائم، وقالت: كن رجلا في حبك, واترك الطفولة لغيرك.

إن كنت تحبني لنفسي فها أنت قد ملكتها علي وأحرزتها دوني حتى لا أعرف لي فيها مأربا, وإن كنت تحبني لهذه الصورة الجثمانية فما أضعف همتك, وما أصغر نفسك.

أتذرف دمعك وتسهر ليلك وتذيب حبة قلبك من أجل عظمة تلمسها, أو جلدة تلثمها.

أنت شريف في نفسك فكن شريفا في حبك، واعلم أني ما أحببت غير نفسك فلا تحب غير نفسي.

ما وصلت من حديثها إلى هذا الحد حتى رأيتني قد صغرت في عين نفسي, وتمنيت أن لو عجل إلي أجلي قبل أن يمر هذا الخاطر الفاسد في ذهني, ثم استوهبتها ذنبي فوهبته لي وما عدت من بعدها إلى مثلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>