من صغيره ما وجد منه كبيره، فلا تزال سلسلة التوارث في العائلة متصلة اتصالا تعيا به الحوادث, وتكبو دونه عاديات الليالِ.
ويرحم الكبير الصغير فلا يألوه نصحا في حاضره ومستقبله، ولا يفتأ يطلب عنده ما عند نفسه حتى يتم بينهما التناسخ فإذا هو هو حتى إذا قضى الله فيه قضاءه لا تفقد الأسرة بفقده شيئا.
فمن لنا اليوم بتلك السعادة التي أثكلتنا إياها المدنية الغربية يوم أظلتنا بعلومها ومعارفها ومخترعاتها الحالية، وزخارفها اللامعة الباطلة، فانقلبت المعيشة البيتية الاجتماعية أفرادية محضة، فالأخوان متناكران، والزوجان متنافران، والولد شقي بأبيه، والابن شقي بولده، وكأن ساحة المنزل ساحة الحرب، لا ترى فيها غير وجوه مقطبة، ونفوس منقبضة، وأشلاء فوق أشلاء، ودماء أثر دماء، وشقاء ليس يعدله شقاء.
ومن كان في شك من هذه الحقائق, فإني أكله إلى جداول القضايا في المحاكم, فإن لم ير أن أكثر المخاصمات فيها خصوصا المدنية منها واقعة بين الأقارب وذوي الرحم فله حكمه ما شاء.
وإن أبيت إلا أن تتمثل لك الحقيقة بأكمل وجوهها فاسمع