للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصة رجل مصري كان ذا ثروة متوسطة عاشرت آباءه أجيالا متعددة, فما كانت تضيق بهم وما كانوا يضيقون بها، وكان له ثلاثة أولاد و"امرأة جديدة" متعلمة تعرف كل شيء إلا واجباتها وواجبات منزلها وزوجها وأولادها، وليتها جهلت كل شيء غير هذا فتكون قد علمت كل شيء، وتحب مطالعة الروايات الغرامية حبا ملك عليها مشاعرها وخوالجها, فربما عرض لها المهم من الأمر فلا تخفّ له قبل فراغها من الفصل الذي تطالعه، وتحب التمثيل فتقضي ليلها في مشاهدته ونهارها في سرد وقائعه ومشاهده على أخدانها وأترابها, وربما كانت تهمس في آذانهن أن ليتها ترى "روميو" فتكون له "جوليت"١، وتبغض الحجاب بغض الحرائر للسفور, فيومها نصفان: نصف للخروج ونصف للتهيؤ له، فهي خارج المنزل من مطلع الشمس إلى مغربها، بنى بها زوجها بعد وفاة زوجه الأولى فلم يغتبط بها غير عام واحد ثم ضرب الدهر ضرباته, فإذا بينهما عيشة لا أظن أن الجحيم أشد نكالا منها.

أما أولاده فأدخلهم مدارس مختلفة تعلموا فيها لغات مختلفة؛ الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ثم تخرجوا, هذا إنجليزي بفظاظته وخشونته، وهذا فرنسي بخلاعته واستهتاره،


١ روميو وجوليت اسما عاشق ومعشوق في إحدى الروايات الغرامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>