من علماء الأمة العربية وشعرائها, عاش في القرن الرابع والخامس من الهجرة, نقرأ سيرته في كتب التاريخ والأدب ونعجب بفهمه وعلمه وذكائه كل الإعجاب، قال: وما ظنكم به؟ قلت: إن الناس في أمره مختلفون، ومن يرفضه أكثر ممن يتشيع له، قال: ومن أيهم أنت؟ قلت: ممن يتشيع له، فقد قرأت كتبه قراءة مستثبت مستبصر فما شككت في مذهبه ودينه، قال: أكنت تؤثر أن تكون في عصره أو أن يكون في عصرك حتى تراه؟ قلت: ما أعدل بهذه الأمنية غيرها، قال: قد بلغك الله طلبتك، قلت: لم أفهم يا سيدي شيئا مما تقول، قال: أكاتم أنت علي سري؟ قلت: نعم، قال: أتقسم؟ قلت: إن للوفاء عندي حرمة مثل حرمة القسم ولو كنت متهما نفسي لأقسمت، قال: الآن عرفتك, أنا أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري، فما قرعت هذه الكلمة مسمعي حتى أُسقط في يدي وعلمت أني قد هلكت، وكان أول ما كان مني أن التفت ناحية الباب لأرى هل أجد السبيل إلى الهرب إن عرض لي من هذا المجنون عارض سوء، وكأنه ألم بما في نفسي فقال: لا ألومك على ما ظننت فقد قدرت قبل أن ألقي إليك كلمتي هذه أنها بالغة منك ما بلغت فهل تؤمن بالله؟ قلت: نعم، قال: وتؤمن بالبعث؟ قلت: نعم، قال: وما يريبك من رجل