للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الروح الشريفة المحمدية مستشفعا بها لا أريد رد القضاء, ولكن أريد اللطف فيه، فتعلق محمد -صلى الله عليه وسلم- بقوائم العرش الإلهي وقال:

"اللهم إنك تعلم أن عبدك هذا عاش في تلك الدار كارها لها متبرما بها, متسخطا عليها حابسا نفسه في كسر بيته فرارا من أهلها, يترقب فراقها في جميع آنائه وفيناته حتى لو رأى الشمس طالعة لتمنى ألا يرى مغربها ولو رآها غاربة لتمنى ألا يرى مشرقها، وقد قضى قضاؤك الذي لا مرد له ولا محيص عنه أن تعاقبه على ما اجترح من السيئات في دار العمل, فأسألك بقلمك النوراني الذي تمحو به في لوحك ما تشاء وتثبت أن تقي جسمه الذي طهره في الحياة الدنيا بالزهد في شهواتها ولذائذها والصبر على آلامها


= وتبيين ضرورة اتصاله بالإنسان, وأنه لو لم يولد لما كان شقيا, وقد أوضح غرضه هذا توضيحا بينا في قوله:
ألا تفكرت قبل النسل في زمن ... به حللت فتدري أين تلقيه
ترجو له من نعيم الدهر ممتنعا ... وما علمت بأن العيش يشقيه
شكا الأذى فسهرت الليل وابتكرت ... به الفتاة إلى شمطاء ترقيه
وأمه تسأل العراف قاضية ... عنه النذور لعل الله يبقيه
وأنت أرشد منها حين تحمله ... إلى الطبيب يداويه ويسقيه
ولو رقى الطفل عيسى أو أعيد له ... بقراط ما كان من موت يوقيه

<<  <  ج: ص:  >  >>