للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عني العذاب مرة أخرى.

فما أتم قصته حتى ابتدرتُ يديه لثما وتقبيلا, وعلمت أني قد أحرزت في بيتي كنزا لا أعدل به كنوز الأرض ظاهرها وباطنها, وشعرت بما أضاء بين جوانحي من سرور ما كان يكدره علي إلا خوف انقضائه.

ثم ما زلنا نتحدث حتى كادت تحترق فحمة الليل, فوضعت يدي في يده وعاهدته على كتمان سره, ثم ودعته وتركته في خلوته على أن نلتقي غدا.

"اليوم الثاني":

ما كنت أجهل قبل اليوم رأي الشيخ في الطعام وما يحب منه وما يكره, ولكنني ظننت أنه بعث بطبيعة غير طبيعته ورأي غير رأيه فقدمت إليه في طعام العشاء دجاجات ربلات١ كنت أعددتهن للضيفان من قبل، فلما أخذ بصره المائدة صار ينظر إليها مرة وإلي أخرى ثم قال: ما اسم هذا الطعام الذي تقدمه إلي؟ قلت: إنهن دجاجات لم يكن للخادم الصغرى عندي


١ الربل: الكثير اللحم.

<<  <  ج: ص:  >  >>