للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشاة ومواء الهرة وخوار الثور وحنين النيب١ بكاء بغير دموع وشكوى بغير لسان، وربما كان يكتم ذلك الذبيح في نفسه من الوجد والبرحاء ما لو استطاع أن يبين عنه لأبكى العيون دماء, وفجر الصخر عيونا.

ثم رفع رأسه إلي وقال: أما سمعت الدجاجات يقلن لك شيئا عندما أردت ذبحهن؟ قلت: لا يا مولاي ومتى قلن للناس شيئا فيقلن لي، فنظر إلي نظرة شزراء لا أنسى سهمها الواقع في قلبي ما حييت ثم قال: أما لو أن الله منح ذابح الدجاجة من نور البصيرة ما منحه من نور البصر لسمعها تقول له:

مهلا رويدا أيها القاتل السفاك, لا تدن مني ولا تمدد يدك إلي, فلا شأن لك معي ولا ترة٢ لك عندي.

أنا صاحبة الحق المطلق في حياتي وأنا لا أريد أن أموت ولا رغبة لي في فراق الحياة؛ لأن ورائي أفراخا صغارا هن إلى حياتي أحوج منك إلى مماتي, وليس من الرأي أن أكل أمرهن إليك من بعدي؛ لأنك شره طماع, لا يشبع بطنك ولا تهدأ مديتك.

أنت لا تملك أن تعطيني الحياة فلا تملك أن تسلبني إياها


١ النيب جمع ناب, وهي الناقة المسنة.
٢ الترة: الثأر.

<<  <  ج: ص:  >  >>