للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحرص كله على أن لا يعلق بنفسه عالق من هذه الخيالات الباطلة، واعلم أنك إلى نفسك أحوج منك إلى الناس, وأن الناس لا يغنون عنك من الله شيئا إن أنت آثرت مرضاتهم على مرضاته, وأن هذه الحياة الحافلة بصنوف الشقاء وأنواع الآلام والتي لا يفيق المرء فيها من غمرة إلا إلى غمرة، ولا يئل من عثرة إلا إلى عثرة، لا يعين عليها إلا عقيدة راسخة يلوذ بها الحائر كلما عثرت خطواته، وتداركت عثراته، ويستروح من أعطافها رائحة الجنة كلما ضاق ذرعه باحتمال جحيم العذاب.

الحقيقة:

قال لي بعض الناس: إن قوما يغرقون في مدحك فهلا زجرتهم، فقلت له: إن آخرين قد أغرقوا في ذمي فلم أصنع شيئا، فدع الأكاذيب يقرع بعضها بعضا, فربما استطارت من تلك المعركة شرارة تضيء للناس مكان جوهرة الحقيقة المذالة تحت الأقدام فيلتقطونها.

الانتقاد:

بين نقد المؤلفات هنا ونقدها هناك فرقان؛ أحدهما يتعلق بالناقد والآخر يتعلق بأثر النقد في الأذهان، أما الأول فهو أن الناقد هناك ينتقد الكتاب من حيث ذاته، فلو لم يكن للكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>