للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راضيًا عن نفسه مغتبطًا بحظه أسقطت السماء على الأرض أم بقيت في مكانها.

أخاف عليه أن يحتقر العلوم والفنون والآداب ويزدري المواهب والعقول والفضائل والمزايا، فيصبح عار أمته وشنارها، ووصمتها الخالدة التي لا تزول، ومن أشرب قلبُه حب المال ونزل من نفسه إلى قرارتها لا يحترم غيره ولا يقيم إلا لأربابه وزنًا، ويخيل إليه أن من عداهم من الناس لا قيمة لهم في الحياة بل لا حق لهم في الوجود.

أخاف عليه إن تزوج أن يأبى الزواج إلا من غنية يرى أنها هي التي تليق بمقامه ومنزلته، ومن اشترط الغنى في زوجة قلما يستطيع أن يشترط شيئا سواه، فيسقط في زواجه سقطة يشقى بها طول حياته من حيث لا ينفعه ماله ولا جاهه.

أخاف عليه إن وَلَد ألا يجد بين أوقاته ساعة فراغ يتولى فيها النظر في تهذيب ولده وتربيته، فيتركه صغيرًا في أيدي الخدم وكبيرًا في أيدي عشراء السوء، فيصبح نكبته الكبرى في حياته، وعاره الدائم بعد مماته.

أخاف عليه أن يقضى أيامه ولياليه خائفًا مذعورًا مروَّع القلب مستطار الفؤاد تقتله الخسارة إن خسر، ويصعقه فوت الربح

<<  <  ج: ص:  >  >>