ذلك إلى ما يسمعه السامع فيها من ألفاظ السب والشتم وجمل الفحش والهجر التي لا يطرق أذنه مثلها في أي موقف من مواقف حياته أو مشهد من مشاهدها إلا إذا قدر له أن يتغلغل بنفسه يوما من الأيام في تلك الأحياء العامية الساقطة حتى يصل إلى "عرب اليسار" أو "عشش الترجمان" فيسمعها هناك في مشاجرات القرادين, ومهاترات الشحاذين.
ولقد قال لي أحد الأصدقاء الظرفاء مرة: إن شتائم "أم شولح" قد انتقلت إلى بيتي ولا أعرف كيف انتقلت إليه، فإني أسمع الكثير منها يتردد في أفواه الأطفال هازلين، وفي أفواه الخدم جادين.
أتدرون أيها الأصدقاء من هم أولئك القوم الذين يسمون أنفسهم ممثلين، ويسمون ما يهذون به على مسارحهم روايات، والذين يدعونكم معشر المتعلمين الراقين إلى حضور مجامعهم باسم الآداب والفنون؟
لو أن جماعة من الزامرين وآخرين من الطبالين وآخرين من القرادين وجماعات غيرهم من الرمالين والمداحين والصفاعين والبهلوانية والحواة والرقاة وبقية السائلين المستجدين الذين يمرون بأبواب منازلنا كل يوم ضاجين صارخين فلا نلقي لهم بالا, ولا نعيرهم أذنا اتفقوا فيما بينهم على أن يكونوا جماعة واحدة تعمل