يدا واحدة في مكان واحد لكانوا هم بعينهم جوق كشكش والبربري وشرفنطح لا فرق بينهم وبينهم سوى أن أولئك يقفون بأبوابنا ضارعين مبتهلين يقنعون باللقمة ويجتزئون بالشربة, وهؤلاء يأبون إلا أن نقف على أبوابهم ونتعلق بأستارها فلا يفتح لنا حجابهم إلا إذا دفعنا الإتاوة المضروبة علينا.
وألطف كلمة سمعتها في هذا الشأن قول بعض المفكرين:"كان الشر مفرقا في أنحاء البلد, فجمعه الريحاني في مكان واحد".
فهل تسمح لكم نفوسكم أيها الأصدقاء, وأنتم عيون الأمة اليقظة وعقولها المفكرة أن تنخدعوا بألاعيب هؤلاء الخبثاء المحتالين فترفعوهم بأيديكم إلى هذه المرتبة العالية التي لم يخلقوا لها, ولم يمتوا إليها بسبب من أسباب العلم أو الذكاء أو الشرف أو الخلق، وها هم نوابغ الممثلين في أمتكم أشقياء بؤساء لا يكاد يجد أكثرهم بين ظهرانيكم ما يقيمون به أود عيشهم, أو يعينهم على ما هم بسبيله من خدمة الفن والقيام عليه؟
من ذا الذي يذهب لمشاهدة التمثيل الجدي في مسارح أبيض ورشدي وعكاشة وأمثالهم إن كنتم أنتم لا تذهبون إليها؟ ومن هو أولى بها من بعدكم إن قطعتم صلتكم بها؟