للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والعوائد الشخصية في عام، ولقد راجعت صحيفة حسابي في هذا العام عام الأزمة والجدب, فوجدت أني دفعت خراج الأطيان مرة أخرى.

الكاتب: هب أن الأمر صحيح كما تقول, فالحكومة لا تودع هذا المال خزائنها, ولا تقضي به أغراضها, وإنما تنفقه فيما ينفع الأمة في تربيتها وتهذيبها وتقدمها وارتقائها.

الوجيه: ذلك ما يجب أن تنفق عليه الحكومة من خزائنها التي تملؤها من أموال الأمة لهذه الأغراض التي تذكرها، ولكنها تضن بمال هي في حاجة إليه لإصلاح السودان وبناء العمائر وتشييد القصور وترقية كبار الموظفين خصوصا الأجانب منهم وإقرار عيون السياح الأوروبيين بالمناظر البهجة والآثار الجميلة, فلا ترى لها بدا من حمل تلك الحمالات على أعناقنا بلا رحمة ولا شفقة, ولا نظر إلى ما نتكبده في هذا السبيل مما يذيب الشحم، ويعرق العظم، وليتها كانت تتدرج في الطلب وترتشف المال ارتشافا ولا تعبه عبا, فتدرك في ذلك سياسة الحكومات السالفة المعروفة باستبدادها وإرهاقها، فقد حكي عن أحد رؤسائها أنه علم أن أحد المديرين سلب أهالي مديريته المال دفعة واحدة وأنهم ضاقوا به ذرعا فأحضره في مجلسه, وأمر أن تنزع من لحيته

<<  <  ج: ص:  >  >>