تريدون أن نحتفل بها ليتحدث الناس عنا أننا قد رضينا بجميع المظالم التي نزلت بنا وأغضينا جفوننا على قذاها، وغفرناها لها لأتفه الأسباب وأهونها, فيطمع فينا كل طامع ويعبث بحقوقنا كل عابث؟!
أتريدون أن نحتفل بها لتبرز لنا كل يوم هيئة جديدة تفتح باب المفاوضة في القضية المصرية ثم تقفله لتتمتع بكلمات الثناء عليها، ومشهد الاحتفال بها، ونحن فيما بين هذا وذاك هلكى ضائعون؟!
أتريدون أن نحتفل بها قبل أن نعلم هل نفضت يدها من المفاوضة إلى الأبد, أو أنها قطعتها اليوم لتصلها غدا، وهل صرفت النظر عن عرض مشروع كرزن على الأمة أم تريد عرضه من طريق غير طريقها، وهل الوزارة مصممة على الاستقالة أم تريد البقاء في مركزها أم تريد أن تنحل لتتألف مرة ثانية بصورة أخرى غير صورتها؛ ليبقى لنا شقاؤنا وبلاؤنا الذي نحن فيه مدى الدهر، وهل برئنا من دائها تمام البرء أم لا تزال بقية منه كامنة في أعماق صدورنا, لا نعلم ما الله صانع بها؟!
وبعد, فأين هي المفاوضة التي تزعمون أنها قامت بها, أو أنها قطعتها أو وصلتها؟!
إنها لم تفعل شيئا سوى أنها تقدمت لأداء الامتحان أمام اللورد