للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والعشائر والقبائل القرشية، وانتهاء بغيرها من القبائل العربية" (١).

وباستقراء مشايخ البلاذري نجد أغلبهم توفي قبل وفاة البلاذري بأكثر من عشرين عاماً تقريباً، مما يدل على أنه صنف كتابه قديماً قبل مرضه، وبمقارنة رواياته بروايات غيره كابن سعد وخليفة نجدها متفقة مع الروايات الحسنة والصحيحة التي أوردتها كتب السنة والتاريخ، لذلك فإذا حدث في رواياته ضعف أو شذوذ فهو من قبل الرواة الذين نقل عنهم لا منه هو (٢).

وقد استقى رواياته في أحداث الفتن من ثقات المحدثين من شيوخ البخاري ومسلم في الصحيحين مثل عفان بن مسلم، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وعلي بن المديني وعمرو بن محمد الناقد، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي خيثمة (٣). كما أفاد من مؤلفات شيوخه البغداديين مثل القاسم بن سلام، وعلي بن محمد المدائني، ومحمد بن سعد، وابن الأعرابي، وعلي بن عبد الله المديني، ومصعب الزبيري، ومحمد بن حبيب البغدادي، وعمر بن شبَّة (٤).

وقدَّم البلاذري كتاباً آخر للمكتبة التأريخية وصل إلينا، وهو (فتوح البلدان) تناول فيه قصة فتح كل مصر على حدة، وذكر معلومات مهمة تخص الحياة الاقتصادية والإدارية والثقافية مما يغني دراسة معاملة الفاتحين لسكان المناطق المفتوحة. وتجلى أهميته لاعتماده على مصادر محلية في كل مصر (٥).


(١) إحسان صدقي العمد: مقدمته للقسم الخاص بأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب من أنساب الأشراف للبلاذري ص ١٠، ط. الكويت.
(٢) عبد الحميد علي ناصر محمد: خلافة علي بن أبي طالب ص ١٣.
(٣) عبد الحميد علي ناصر محمد: خلافة علي بن أبي طالب ص ١٤.
(٤) إحسان صدقي العمد: مقدمته ص ١٠.
(٥) شاكر مصطفى: التأريخ العربي والمؤرخون ١: ٢٤٣.

<<  <   >  >>