الجيش، وتصورا أن المسلمين خافوهم فلم يتعقبوهم، وبدأ التجمع الفارسي في مكانين، نهاوند ويتولى يزدجرد أمر حشد الجيوش فيها، والأهواز ويتولى الهرمزان الذي كان قد فرَّ من القادسية أمر الفرس فيها.
ونتيجة قرب الأهواز من البصرة، بدأت تحرشات الفرس بالمسلمين هناك، فلنرجع قليلاً إلى الوراء لتبين ظروف البصرة وعلاقتها بالأهواز. وكان عتبة قد مات فولاها عمر رضي الله عنه المغيرة بن شعبة، الذي كان قد تمكن من قهر سكان الأهواز وصالحهم على الجزية، ثم عزل عمر رضي الله عنه المغيرة على اثر شغب بعض أهل البصرة عليه واتهامهم له بالزنا، ولم تثبت التهمة، لكن عمر عيَّن أبا موسى الأشعري على البصرة، وفي طريق أبي موسى إلى البصرة ثار الفرس بالأهواز ورفضوا دفع الجزية، وزاد في طمع الفرس فشل المغامرة التي قام بها العلاء بن الحضرمي حيث تقدم بالمسلمين من البحرين بالسفن إلى إقليم فارس متجهاً إلى اصطخر عاصمة الاقليم فقطع عليه الفرس طريق الرجعة، وأنقذت حاميات البصرة والكوفة العلاء بن الحضرمي وعزل عن البحرين.
[فتح الأهواز]
ولما اطلع أبو موسى على تحرشات الفرس وطمعهم دفع قواته إلى مدينة الأهواز ففتحها بعد أن كانت قد فتحت مناذر ونهر تيري، وقد فر الهرمزان من الأهواز إلى رامهرمز، وبدأت الحشود تتجمع من فارس حوله بتحريض من يزدجرد فطلب عمر رضي الله عنه من سعد بن أبي وقاص أن يوجه النعمان بن مقرن من الكوفة إلى رامهرمز (١).