للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: الدعوة الاسلامية ومنطلقاتها الفكرية]

إن الخطاب الاسلامي موجه للناس كافة بشتى بقاعهم ومختلف أزمانهم وبكل أجناسهم وقومياتهم وألوانهم (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (١) (وما أرسلناك إلا كافةً للناس بشيراً ونذيراً) (٢)، وهذا العموم في الخطاب للبشرية اقتضى أن يقوم الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه بدعوة الآخرين إلى الدخول في الاسلام (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني). (٣) وقد حفلت العصور الاسلامية المعاقبة بنشاط دعوي في أوضاع الحرب والسلام كان له أثره البالغ في تكثير أعداد المسلمين وتوسيع رقعة دار الاسلام. وكان الباعث الرئيسي على الدعوة هو طلب مرضاة الله والحصول على مثوبته ففي الحديث النبوي: "لأن يهد الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النَّعم" (٤).

إن موضوع الدعوة هو الاسلام بشموله للعقيدة والشريعة والأخلاق أو بتعبير معاصر لجوانب الحياة المتنوعة فكرية واجتماعية واقتصادية وسياسية، ولكن المحور الأساسي هو التوحيد الخالص لله تعالى وأنه الرب الخالق والمنعم الرازق


(١) الأنبياء ١٠٧.
(٢) سبأ ٢٨.
(٣) يوسف ١٠٨.
(٤) البخاري: الصحيح ٤: ٥٨، ومسلم: الصحيح، كتاب فضائل الصحابة باب ٤ رقم ٣٤ واللفظ
له.

<<  <   >  >>