للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ذكر الجاحظ (١٤) مؤلفاً صنفوا كتباً في الأنساب معظمهم عاش قبيل الاسلام أو وقت ظهوره (١).

وقد اشتهر بعض الصحابة بمعرفة علم النسب وكان منهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه (٢).

وقد كلف الخليفة عمر بن الخطاب ثلاثة من نسابي قريش وهم جبير بن مطعم وعقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل رضي الله عنهم عمل جدول بالأنساب (٣).

وكان عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه "عالماً بأنساب قريش ومآثرها ومثالبها وكان الناس يأخذون ذلك عنه بمسجد المدينة" (٤)، وكذلك اشتهر حكيم بن حزام الأسدي رضي الله عنه بعلمه بأنساب قريش وأخبارها (٥).

[ز- الشعر]

وتدل الشواهد الشعرية العديدة على أن القبائل اهتمت بتقييد أشعار شعرائها، وبعض هذه القبائل كانت تسجل أيضاً أخبار حروبها ووقائع أيامها ومفاخرها ومآثرها وحكمها (٦).

وقد أفاد جيل عصر السيرة والراشدين من هذه الأشعار في فهم القرآن الكريم وتفسير معانيه قال ابن عباس رضي الله عنه: "إذا سألتموني عن عربية القرآن


(١) الجاحظ: كتاب الحيوان ٣: ٢٠٩ - ٢١٠، وفؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي ١: ٤٠٣.
(٢) فؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي ١: ٤٠٥.
(٣) ابن سعد: الطبقات ٣: ٢٩٥ - ٢٩٩، والبلاذري: أنساب الأشراف ٤٣٦ - ٤٣٧، والطبري:
تاريخ الرسل والملوك ١: ٢٧٥٠ - ٢٧٥٢، وفؤاد سزكين: تاريخ التراث العربي ١: ٤٠٤.
(٤) ابن حجر: الإصابة ٤: ٥٣٢.
(٥) المصدر نفسه ٢: ١١٣.
(٦) الدكتور ناصر الدين الأسد: مصادر الشعر الجاهلي ١٠٧ - ١٣٣، ١٦٥

<<  <   >  >>