للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[موقعة الجمل]

وصل المعارضون إلى البصرة، ففوجئ الناس بهم وارتاعوا وتعجبوا، قال كليب بن شهاب- شاهد عيان تابعي صدوق-: "لما قُتل عثمان رضي الله عنه أتانا الخبر ونحن راجعون من غزاتنا .. فانتهينا إلى البصرة، فلم نلبث إلا قليلاً حتى قيل: هذا طلحة والزبير، معهما أم المؤمنين، فراع ذلك الناس وتعجبوا، فإذا هم يزعمون للناس أنهم إنما خرجوا غضباً لعثمان وتوبة مما صنعوا من خذلانه، وإنَّ أمَّ المؤمنين تقول: غضبنا لكم على عثمان في ثلاث: إمارة الفتى، وموقع الغمامة، وضربة السوط والعصا. فما أنصفنا إن لم نغضب له عليكم في ثلاث جررتموها إليه حرمة الشهر، والبلد، والدم. فقال الناس: أفلم تبايعوا علياً، وتدخلوا في أمره؟ فقالوا: دخلنا واللج- السيف- في أعناقنا" (١).

وقد غلب المعارضون على البصرة دون أن يتمكن عثمان بن حنيف واليها لعلي من مقاومتهم، لأن قبائل البصرة انضم معظمها إليهم، وقد ألقي القبض على الوالي، ثم أطلق سراحه ليلتحق بعلي .. واتجه المعارضون إلى بيت المال ودار الرزق فاعترضهم حكيم بن جبلة العبدي أحد الثوار المشاركين في حصار الدار بالمدينة، ومعه سبعمائة من قومه وجرت معركة قُتل فيها حكيم بن جبلة وسبعون من قومه كانوا قد شاركوا في حصار دار عثمان رضي الله عنه بالمدينة (٢).

وسيطر المعارضون بقيادة الزبير بن العوام على البصرة (٣)، وقوي موقفهم باستيلائهم على بيت المال، وفيه الذهب والفضة (٤).


(١) الطبري: تأريخ ٤: ٤٩٠ بإسناد حسن.
(٢) الطبري: تأريخ ٤: ٤٦٩ من مرسل الزهري بسند صحيح إليه.
(٣) البلاذري: أنساب الأشراف ٢: ٣٩ ب بسند حسن.
(٤) ابن أبي شيبة: المصنف ١٥: ٢٨٠ بإسناد صحيح.

<<  <   >  >>