للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من قريش، ليس بأغناهم ولا بأفقرهم، أنا رجل من المسلمين يصيبني ما يصيبهم" (١) وكان يقول: "اللهم إنك تعلم أني لا أكل إلا وجبتي، ولا ألبس إلا حلتي، ولا آخذ إلا حصتي" (٢). ويقول: "إني أنزلت مال الله مني بمنزلة مال اليتيم، من كان غنياً فليستعفف، ومن كان فقيراً فليأكل بالمعروف" (٣).

وكان مثالياً في موقفه عام الرمادة حيث امتنع عن أكل السمن وعاش على الزيت والشعير مواساة للرعية حتى انجلت المجاعة (٤). ورفض أول ماحيا الناس أن يأكل السمن واللبن لارتفاع سعره حيث بلغ ثمن عكة السمن والحيس (يصنع من تمر وأقط وسمن) أربعين درهماً (٥).

[الأرزاق العينية]

إضافة إلى العطاء السنوي، فإن الدولة كانت توزع أرزاقاً عينية تشمل كبار الموظفين والرعية، فقد بعث عمر رضى الله عنه عبد الله بن مسعود على القضاء وبيت المال بالكوفة، وعثمان بن حنيف على مساحة الأرض، وعمار بن ياسر على الصلاة والقتال، وجعل لهم كل يوم شاة، نصفها وسواقطها لعمار بن ياسر، وربعها


(١) - عبد الرزاق: المصنف ١١: ١٠٤ - ١٠٥، وابن سعد: الطبقات ٣: ٣٧٥ - ٣٧٦، وابن أبي شيبة: المصنف ٦: ٤٥٩ - ٤٦٠، وابن زنجويه: الأموال ٢: ٦٠٠ - ٦٠١، وابن شبة: تأريخ المدينة ٢: ٦٩٨ والأثر صحيح.
(٢) - ابن زنجويه: الأموال ٢: ٦٠٢، وعمر بن شبة: تأريخ المدينة ٢: ٦٩٨ والأثر صحيح
(٣) - ابن سعد: الطبقات ٣: ٢٧٦، وابن أبي شيبة: المصنف ٦: ٤٦٠، وابن شبة: تأريخ المدينة ٢: ٧٠١، والأثر حسن لغيره.
(٤) - ابن سعد: الطبقات ٣: ٣١٣، وعبد الرزاق: المصنف ١١: ٢٢٣ والأثر صحيح.
(٥) الطبري: تأريخ ٢: ٥٠٨ عن سيف، وهو عمدة في التأريخ ومتروك في الحديث.

<<  <   >  >>