للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن سعد (ت ٢٣٠هـ) (١):

إن كتاب الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد يترجم لرواة الحديث من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى طبقة شيوخ المؤلف، ويطيل ذكر أخبارهم ومكانتهم وصفاتهم الخلقية والخُلُقية وملابسهم وعاداتهم، ومنهم خلفاء وأمراء وقادة فيقدم معلومات غنية عن التأريخ السياسي والحضاري والثقافي، وطول التراجم في الصحابة والتابعين أكثر من المتأخرين.

وتزداد أهمية الكتاب لكون ابن سعد حظي بتوثيق المحدثين، لكنهم عابوا عليه أخذه عن الضعفاء كهشام بن الكلبي ومحمد بن عمر الواقدي. وقد صنف الواقدي كتابا في الطبقات نقل عنه ابن سعد ما لا يقل عن ربع كتابه (٢). ولكن من الإجحاف لابن سعد أن نقتنع بقول ابن النديم عنه أنه صنف كتبه من تصنيفات الواقدي (٣)، لأن ابن سعد استقى من مصادر أخرى كثيرة حتى بلغ عدد شيوخه في الطبقات الكبرى أكثر من ستين شيخا معظمهم من المحدثين، ويزيد ما نقله عن أبي نعيم الفضل بن دكين وعفان بن مسلم وعبيد الله بن موسى العبسي ومعن بن عيسى الأشجعي مجتمعين على ما نقله عن الواقدي، فكيف وقد نقل عن غيرهم أيضا!!. وبذلك يتضح ما في اتهام ابن النديم له من مجازفة وبعد عن الحق (٤).

لقد أورد ابن سعد ١٦٨ رواية عن خلافة الصديق رضي الله عنه، منها ٣٦ رواية فقط من طريق الواقدي، أي أقل من ربعها، ويقدم معلومات مفصلة ينفرد


(١) راجع أكرم العمري: مقدمه التأريخ خليفة بن خياط ٣.
(٢) أكرم العمري: بحوث في تاريخ السنة المشرفة ٨٠.
(٣) ابن النديم: الفهرست ١٥١.
(٤) أكرم العمري: بحوث في تاريخ السنة المشرفة ٨٠.

<<  <   >  >>