كان بنو بكر وبنو عبد القيس من قبائل ربيعة يقيمون بالبحرين، وكان ملكهم المنذر بن ساوى أسلم على يد العلاء بن الحضرمي في سنة ٩ هـ ومات المنذر في الشهر الذي مات فيه النبي صلى الله عليه وسلم فارتد أهل البحرين عن الاسلام إلا بنو عبد القيس تمكن سيدهم الجارود من إقناعهم بالثبات على الاسلام، وتزعم الردة الحطم بن ضبيعة وحاصر الجارود في جواثى وبينما هم محاصرون قدم العلاء بن الحضرمي إلى البحرين على رأس جيش واتصل بالجارود، ومكث يقاتل الحطم شهراً دون التحام فاصل، وعرف المسلمون أن المرتدين سكروا في إحدى الليالي فهاجموهم وقضوا عليهم وقتل الحطم وفرَّ بعض المرتدين إلى جزيرة دارين المواجهة للبحرين على الشراع، فاقتحم المسلمون الماء بخيولهم إلى الجزيرة وقتلوا بقية المرتدين وغنموا غنائم عظيمة وعادوا إلى البحرين.
[القضاء على ردة عمان ومهرة]
كانت عمان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم خاضعة لفارس، ثم أسلم جيفر أميرها وأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص يعلمهم الدين، فاتفقا على قسمة أموال الزكاة بين فقراء البلاد، فلما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم ارتد أهل عمان بقيادة ذي التاج لقيط بن مالك الأزدي، وادعى النبوة، ففرَّ جيفر إلى الجبال.
وقد أشارت رواية إلى تذمر أهل عمان من الزكاة، فقد قال قرة بن هبيرة لعمرو بن العاص منصرفه من عمان: "يا هذا إن العرب لا تطيب لكم نفساً بالأتاوة، فإن أنتم أعفيتموها من أخذ أموالها فستسمع لكم وتطيع، وإن أبيتم فلا أرى أن