للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتؤكد روايات صحيحة توجه الرأي العام في خلافة عمر إلى بيعة عثمان من بعده، ولما سأل عمر في الحج بعرفات حذيفة بن اليمان: من ترى قومك مؤمرين بعدي؟ قال حذيفة: رأيت الناس قد أسندوا أمرهم إلى عثمان بن عفان (١).

وقال خارجة بن مضرب: حججتُ مع عمر فلم يكونوا يشكُون أن الخلافة من بعده لعثمان (٢).

وسمعتُ الحادي يحدو: إن الأمير بعده ابن عفان، وسمعت الحادي في إمارة عثمان يحدو: إن الأمير بعده علي (٣).

وقد قصد عمر من جعلها شورى بين الستة أن لا يتقلد العهدة في ذلك، وأن يمارس المسلمون الشورى في أعلى المستويات وهو اختيار المسئول الأول في الدولة قال الطبري: "ولم يكن في أهل الإسلام أحد له من المنزلة في الدين والهجرة والسابقة والعقل والعلم والمعرفة بالسياسة ما للستة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم .. " (٤).

[المبحث الخامس: خلافة على بن أبي طالب رضي الله عنه]

تولى علي الخلافة إثر مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنهما في ظروف


(١) ابن شبة: تأريخ المدينة ٣: ٩٣٢ بسند صحيح.
(٢) ابن أبي شيبة: المصنف ١٤: ٥٨٨ بسند صحيح.
(٣) ابن شبة: تأريخ المدينة ٣: ٩٣٢ - ٩٣٣ بسند حسن.
(٤) ابن حجر: فتح الباري ١٣: ١٩٨.

<<  <   >  >>