للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دولة الفرس]

[الحالة السياسية والاقتصادية]

كانت الدولة الساسانية تحكم بلاد إيران في القرن السابع الميلادي، ويكون الفرس مادة الإمبراطورية، ولكنها أخضعت الترك في بلاد ما وراء النهر، والعرب في العراق، وكانت حدودها الغربية غير مستقرة حسب قوتها، فأحياناً تغلب على أطراف بلاد الشام كما حدث سنة (٦١٤) م عندما اجتاحت بلاد الشام واستولت على بيت المقدس، ثم استولت على مصر سنة (٦١٦) م (١).

ولم يستسلم هرقل إمبراطور الروم بل أعاد تنظيم بلاده وإعداد جيوشه وهزم الفرس في آسيا الصغرى سنة (٦٢٢) م، ثم استعاد منهم سوريا ومصر سنة (٦٢٥) م، ثم هزمهم هزيمة ساحقة سنة (٦٢٧) م (٦ هـ) قرب أطلال نينوى، مما أدى إلى ثورة العاصمة (المدائن) ضد كسرى الثاني، وعقد خليفته شيرويه الصلح مع هرقل، على أن أحوال الدولة الفارسية لم تستقر بعد ذلك، إذ تكاثرت الثورات والانقلابات الداخلية، حتى تعاقب على عرش فارس في التسع سنوات التالية أربعة عشر حاكماً مما مزَّق أوصال دولة الفرس، وجعلها مسرحاً للفتن الداخلية، حتى أجهز عليها العرب المسلمون في حركة الفتح (٢).

هذا عن الأحداث السياسية والعسكرية التي مرت على بلاد فارس. وأما نظام الحكم فكان كسروياً مطلقاً، يقف على رأسه الملك، ولقبه كسرى، وصلاحياته مطلقة، وأحياناً يوصف بصفات الألوهية، فكسرى أبرويز وصف نفسه بـ "الرجل


(١) د. سعيد عبد الفتاح عاشور: أوربا العصور الوسطى ١: ١٢٤.
(٢) توينبي: مختصر دراسة التأريخ ١: ٢٦٤.

<<  <   >  >>