للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لاستنفار الناس وقدومهم إلى المدينة وخاصة أهل اليمن، ويصف الحملات المتعاقبة ووصايا الصديق لقادتها وردودهم عليه، ثم يعرض للمعارك دون ترتيبها على السنين مكتفياً بتسجيل التواريخ في ثنايا الروايات. وقد حفظ عدداً كبيراً من الرسائل المتبادلة بين الصديق وقادته والفاروق وقادته مما لم يرد في المصادر التأريخية الأخرى، وأحياناً يرد ولكن من طريق أخرى أو مقتضباً (١).

وقد أورد الأزدي ٩٣ إسناداً، وهي تكشف عن بعض مصادره، ومعظمها رواة من قبيلة الأزد التي ينتمي إليها، وقد أشاد بمواقفها في الفتح (٢).

ابن شبَّة:

عمر بن شبة النميري (ت ٢٦٧ هـ) , "كان ثقة عالماً بالسير وأيام الناس، وله تصانيف كثيرة" (٣).

وقد وصل إلينا كتابه (تأريخ المدينة) ويقدم معلومات غزيرة عن عصر الخلافة الراشدة، وخطط المدينة المنورة- عاصمة الخلافة- وهو ينتقي الروايات فترتفع نسبة الروايات الصحيحة والحسنة عما في المصادر الأخرى، وينفرد بعدد كبير من الروايات، ولم تفد الدراسات الحديثة منه لتأخر نشره.

وإذا كان ابن شبة في تأريخ المدينة قد فصل أخبار الخلفاء الراشدين في المدينة، فإنه قد تابع أخبارهم في كتابه الآخر (تأريخ البصرة) وهو مفقود لكن الحافظ ابن حجر في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) أورد قطعة منه تتناول


(١) أكرم العمري: دراسات تأريخية ٦٩ - ٧٩.
(٢) المصدر السابق ٦٩ - ٧٩.
(٣) الخطيب: تأريخ بغداد ١١: ٢٠٨.

<<  <   >  >>