للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تنظيم العرفاء والنقباء ومساعدته في إيصال العطاء لمستحقيه]

عرف المسلمون نظام العرفاء والنقباء منذ بيعة العقبة الثانية في عصر السيرة النبوية، وقد تجدد هذا النظام في خلافة عمر بن الخطاب حيث نظم سعد بن أبي وقاص جنده في القادسية وفقه "فأمَّر أمراء الأجناد وعرَّف العرفاء، فعرَّف على كل عشرة رجلاً ... وعشَّر الناس (قسم إلى عشرة ومائة وألف) وأمَّر على الأعشار رجالاً من الناس لهم وسائل في الإسلام" (١). فكان العرفاء مسئولين أمام سعد عن جندهم، ثم شمل هذا النظام الأمصار المختلفة، فصار العرفاء مسئولين عن قبائلهم أمام الوالي، ويبدو أن النظام خضع لتعديلات بعد وقت قصير، ففي سنة ١٧ هـ تم إعادة تعريف الناس ليشتمل النظام على النساء والصبيان "وعرفوا على مائة ألف درهم، فكانت كل عرافةٍ من القادسية خاصة ثلاثة وأربعين رجلاً، وثلاثاً وأربعين امرأة، وخمسين من العيال لهم مائة ألف درهم، وكل عرافة من أهل الأيام عشرين رجلاً على ثلاثة آلاف، وعشرين امرأة، وكل عيِّل على مائة ألف درهم، وكل عرافة من الرادفة الأولى ستين رجلاً، وستين امرأة، وأربعين من العيال ممن كان رجالهم الحقوا على ألف وخمسمائة على مائة ألف درهم، ثم على هذا من الحساب" (٢). وقد صارت القبائل أسباعاً بدل الأعشار ودمجت مجموعة قبائل في كل سبع (٣). وامتد التنظيم الجديد إلى أهل البصرة، فكان العطاء يُدفع إلى أمراء الأسباع وأصحاب الرايات، وهم عرب، فيدفعونه إلى العرفاء والنقباء والأمناء فيدفعونه


المصنف ٥: ١٥ ويعتضد الأثر إلى الحسن لغيره.
(١) الطبري: تأريخ ٤: ٤٩.
(٢) الطبري: تأريخ ٤: ٤٨.
(٣) المصدر السابق ٤: ٤٨.

<<  <   >  >>