للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخارجية كثرت هذه المكاتبات واحتاجت إلى الحفظ. وقد دون عمر رضي الله عنه الديوان، وكان يحفظ في تابوت كل معاهدة كانت بينه وبين أحد ممن عاهده (١).

[المبحث الثالث: موضوعات التعليم]

لم يقتصر التعليم في عصر السيرة والراشدين على المراحل الأولية لتعليم الكتابة والقراءة، بل عرف أنماطاً أخرى عالية وتخصصات دقيقة، لم تكن مرتبطة في الغالب بمعرفة الكتابة، وإنما كانت تتم عن طريق السماع والمشافهة، فهو وسيلة التثقيف الأولى في ذلك العصر، وقد برز عدد من الصحابة المتخصصين في فن بعينه كما جمع بعضهم بين فنون عدة.

وقد قام هؤلاء العلماء بمسؤوليتهم في نشر العلم وتفتيح العقول عليه، وتنمية أعداد طلبته، وإمداد الدولة بما تحتاج إليه من العناصر القيادية.

وكانت موضوعات التعليم تتمثل في القرآن وعلومه، والحديث، والفقه، واللغة العربية، والتاريخ، والأنساب، والشعر، والقصص، والحكم، والأمثال، والتنجيم واللغات والثقافات الأجنبية.

وفيما يلي عرض لهذه الموضوعات مع الإشارة إلى أبرز المتخصصين فيها في ذلك العصر وفقا لما انتهى إلينا من المعلومات:

[أ- القرآن وعلومه]

لا شك في أن حفظ القرآن وإقراءه وتفسيره، يتقدم بقية الموضوعات، فهو


(١) المقريزي: الخطط ١: ٢٩٥.

<<  <   >  >>