للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهنا تدخل كاتب الوحي زيد بن ثابت وهو من الخزرج فقال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين، ونحن أنصارهم كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم". فقال أبو بكر "جزاكم الله خيرا من حي يا معشر الأنصار، وثبت قائلكم، والله لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم" (١). وهكذا فإن الخزرج هم الذين قاموا بالتنازل إتباعا للحق ومراعاة للمصلحة الإسلامية، ولم يكن التنازل بسبب عدم رغبة الأوس في تولي الخزرج الخلافة- كما يزعم أبو مخنف- (٢)

[المبحث الثاني: خلافة أبي بكر الصديق (رضى الله عنه)]

لقد جرى الترشيح بعد أن استقر الرأي على استخلاف أحد المهاجرين، فرشح أبو بكر أحد اثنين، عمر وأبي عبيدة. فقال عمر: "بل نبايعك أنت، فأنت سيدنا وخيرنا، وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم" (٣). وذكَّر بفضل أبا بكر قائلا: "ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أبا بكر أن


كتاب الوفاة ٧٥، والطبراني: المعجم الكبير ٧: ٥٦.
(١) أحمد: المسند ٥: ١٨٥ بإسناد صحيح، وابن أبي شيبة: المصنف ٤: ٥٦١، وابن سعد: الطبقات الكبرى ٣: ٢١٢، والبلاذري: أنساب الأشراف ٦٥، والطبراني: المعجم الكبير ٥: ١١٤. وصححه ابن كثير (البداية والنهاية ٥: ٢٨١).
(٢) الطبري: تأريخ ٣: ٢٢١ - ٢٢٢ عن أبي مخنف.
(٣) البخاري: الصحيح ٨: ٢١١ و ٥: ٨.

<<  <   >  >>