للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: الولاة على البلدان]

كانت الدولة الإسلامية في عصر النبوة مقتصرة على المدينة خلال لسنوات الأولى ثم توسعت لتمتد إلى معظم جزيرة العرب في نهاية ذلك العهد، مما اقتضى تنظيم المناطق إدارياً، فعين النبي صلى الله عليه وسلم ولاة على الوحدات الإدارية التي تتكون عادة من مدينة رئيسية وما حولها، وكانت الدولة في خلافة الصديق رضي الله عنه مقسمة إلى سبع ولايات هي: الحجاز، والبحرين، وعمان، ونجد، واليمن وحضرموت، والعراق، والشام. وأما المدينة فهي عاصمة الدولة يتولى إدارتها الخليفة مباشرة، فإذا غادرها للحج أو لسبب آخر فإنه ينيب عنه رجلاً لإدارتها (١). فكان على مكة والٍ هو عتاب بن أسيد (٢)، وكانت جدة من أعمال مكة فكان عليها الحارث بن نوفل (٣)، في حين كانت الطائف تمثل وحدة إدارية عليها عثمان بن أبي العاص الثقفي (٤). وكان على صنعاء باليمن والي هو باذام من الأبناء حيث أسلم سنة ١٠ هـ، فأبقاه النبي صلى الله عليه وسلم على ولاية صنعاء، ولما مات في نفس السنة


(١) خليفة: التأريخ ١٠١.
(٢) ابن هشام: السيرة النبوية ٤: ٥٠٠، وخليفة: التأريخ ٩٧، ١٢٣، والبلاذري: أنساب الأشراف ١: ٥٢٩.
(٣) ابن سعد: الطبقات ٤: ٥٧، وابن عبد البر: الاستيعاب ١: ٢٩٧، وابن حجر: الإصابة ١: ٢٩٢.
(٤) ابن سعد: الطبقات ٥: ٥٠٩، وخليفة: التأريخ ١٢٣، والبلاذري: أنساب الأشراف ١: ٥٢٩، والطبري: تأريخ ٣: ٤٢٧.

<<  <   >  >>