للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: فتوح الشام ومصر والمغرب]

[فتوح الشام في خلافة الصديق (رضي الله عنه)]

كان النبي صلى الله عليه وسلم قد لفت أنظار المسلمين إلى فتح الشام منذ مؤتة سنة (٨) هـ ثم تبوك سنة (٩) هـ ثم حملة أسامة سنة (١١) هـ التي كتب لها أن تتأخر إلى خلافة الصديق رضي الله عنه. ثم بدأ الصديق رضي الله عنه بتوجيه الحملات إلى الشام في سنة (١٣) هـ بعد أن رجع من الحج، فوجه خالد بن سعيد بن العاص إلى تيماء ليتخذها معسكراً يستنفر الناس إليها. ثم توغل خالد في بلاد الشام وأمده أبو بكر بالوليد بن عقبة ثم بعكرمة بن أبي جهل، وقد تمكن القائد الرومي باهان من استدراج خالد وهو يتظاهر بالتراجع إلى دمشق حتى طوقه وقاتله في موقعة مرج الصفر وفرَّ خالد بن سعيد والوليد بن عقبة، وتراجع عكرمة بالجيش حيث انضم إلى الجيوش التي وجهها أبو بكر إلى الشام، وقد حدد أبو بكر لقادة هذه الجيوش وجهتهم، فيتجه أبو عبيدة إلى حمص، ويزيد بن أبي سفيان إلى دمشق، وشرحبيل بن حسنة إلى الأردن، وعمرو بن العاص إلى فلسطين، ولم تكن الجيوش تحت قيادة واحدة (١).

[الصدمات الأولى]

وقد اصطدمت مع الروم في بعض جهات الشام، حيث التقى يزيد بن أبي سفيان بالروم بقيادة سرجيوس وانتصر عليه في وادي عربة، كما التقى عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة بارطبون (أريطيون) في أجنادين بفلسطين واضطراه إلى


(١) الطبري: تأريخ ٣: ٣٨٧ - ٣٩٤.

<<  <   >  >>