للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول: فتوح العراق والمشرق]

[في خلافة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه)]

كانت قبيلتا شيبان وسدوس- من بني بكر بن وائل- تسكنان في القسم الجنوبي من العراق، وكان المثنى بن حارثة الشيباني يتزعم قبيلة شيبان ويغزو بها مناطق الحيرة، كما كان قطبة بن قتادة السدوسي يتزعم قبيلة سدوس ويغزو بها أطراف الأبلة التي كانت الميناء الرئيسي للعراق على الخليج العربي، ولم تكن هذه الحركات مرتبطة بالمدينة، بل كانت مستقلة ولذلك أرسل أبو بكر الصديق رضي الله عنه خالد بن الوليد وعياض بن غنم إلى العراق ليتوليا قيادة الجيوش فيه، على أن يفتح عياض دومة الجندل التي انتقضت على أبي بكر ثم يمضي إلى الحيرة، وأيهما دخل الحيرة قبل الآخر تولى القيادة العامة في العراق (١).

سبق خالد إلى العراق وضم إليه جيش المثنى وبدأ بتنظيم الحركات العسكرية فكانت أولى الوقائع بينه وبين الفرس في منطقة الحفير قرب الخليج العربي وقد انتصر فيها خالد على هرمز القائد الفارسي، وتسمى المعركة بذات السلاسل لأن الفرس اقترنوا بالسلاسل، كما تسمى غزوة كاظمة باسم القرية التي دارت قربها (٢).

وقد تملك الفرس في هذه المرحلة أردشير فحشد جيشاً بقيادة قارن فالتقى به


(١) الطبري: تأريخ ٣: ٣٤٧ عن سيف بن عمر التميمي، والبلاذري: فتوح البلدان ٢٩٥ - ٢٩٦.
(٢) المصدر نفسه ٣: ٣٤٨ - ٣٤٩ عن سيف.

<<  <   >  >>