للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد انتهت المعركة بالصلح بعد أن كادت بنو حنيفة أن تفنى وبعد أن أنهكت الحرب قوات المسلمين وأتت على صفوة من خيارهم وأثخنت بالجراح بقيتهم، وعقد خالد الصلح مع مجاعة بن مرارة الحنفي- وكان قد أسره قبل المعركة- على أن يعود بنو حنيفة إلى الاسلام ويسلمون حصونهم ونصف أموالهم وسلاحهم ونصف السبي (أو ربعه) وبعض مزارعهم (١).

وقد استعرض أحد الباحثين المعاصرين آراء بعض المستشرقين وتقويمهم لحركة مسيلمة ثم قال: "وقد يتفق الباحث مع كثير من آراء الباحثين السابقين عن طبيعة حركة مسيلمة، من حيث كونها حركة لبست مسوح الدين وادعت النبوة لتحقيق أغراضها في الاستقلال، في ظل فراغ سياسي كان يخيم على الجزيرة العربية وتعزيز المكانة القبلية لبني حنيفة ومنافستهم لقريش، وعدم قبولهم الخضوع والتبعية للمدينة، وتطلعاتهم إلى إقامة كيان قوي مماثل لكيان المدينة، يحافظ على مصالحهم السياسية والزراعية والتجارية، لكن حركة مسيلمة تظل مع ذلك حركة مصطنعة ضحلة الفكر والعقيدة، وبخاصة إذا ما قورنت بالإسلام وسمو مبادئه وشمول عقيدته وشريعته، التي تخطت كثيراً القبلية والاقليمية والقومية، وجاوزتها إلى الانسانية العالمية وبذلك هزمت تلك الحركة وأمثالها بالفكر والعقيدة، قبل أن تهزم في ميادين الجهاد والاستشهاد، فكانت أقرب ما تكون بذلك إلى حركة رد فعل متسرع ومفتعل ضد حركة اسلامية صادقة وأصيلة". (٢)

القضاء على ردة البحرين:


(١) - الزركلي: الأعلام ٨: ١٢٥ وإحسان صدقي العمد: حركة مسيلمة الحنفي ٦٩.
(٢) - إحسان صدقي العمد: حركة مسيلمة الحنفي ٧٨.

<<  <   >  >>