للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خالد في المذار وألحق به الهزيمة وقتل من الفرس عدداً كبيراً (١)، وحاول الفرس بعد موقعة المذار الاستفادة من القبائل العربية وخاصة بكر بن وائل، فاحتشدوا في الولجة وانضم إليهم الاندرزغز القائد الذي أرسله الملك أردشير، وتمكن خالد من هزيمتهم، فذهبت فلولهم إلى أُلَّيس (٢)، فاجتمعت العرب بقيادة مالك بن قيس والفرس بقيادة بهمن جاذويه، لكن بهمن ترك جبهة القتال إلى العاصمة بسبب مرض أردشير حيث مات فيه، وترك جابان على الفرس، وتمكن خالد في ألَّيس من تشتيت العرب والفرس وفَّر جابان وقتل مالك بن قيس (٣). ثم سارع خالد إلى أمغيشيا فهدمها خربها (٤)، وكان الفرس منشغلين بالاضطراب في البلاط عقب موت أردشير حيث تعاقب على العرش بعده عدد من الأمراء والأميرات. وقد استفاد خالد من هذه الظروف فقصد الحيرة عاصمة العراق العربي من أمغيشيا بالسفن، وقد سد آزاذبة حاكم الحيرة الفارسي قناطر الفرات ليمنع سير السفن لكن خالد أعاد فتح السداد بالقوة وحاصر الحيرة، فتحصن سكانها العرب وقاوموا، وفرَّ آزاذبة، وبعد حصار عنيف صالح خالد سكان الحيرة على الجزية، واتخذ خالد الحيرة معسكراً لجيشه، وأرسل عدة حملات إلى أطراف الحيرة لإقرار الأمن فيها، وقد صالحه الدهاقين في المنطقة (٥)

وبعد فتح الحيرة قصد خالد إلى الأنبار فحاصرها، وكانت محاطة بخندق


(١) الطبري: تأريخ ٣: ٣٥١ عن سيف.
(٢) المصدر نفسه ٣: ٣٥٣.
(٣) المصدر نفسه ٣: ٣٥٥ عن سيف، والبلاذري: فتوح البلدان ٢٩٧، ٣٠٠ باختصار.
(٤) الطبري: تأريخ ٣: ٣٥٨ عن سيف.
(٥) الطبري: تأريخ ٣: ٣٥٨ - ٣٦٩ عن سيف، والبلاذري: فتوح البلدان ٢٩٧ - ٣٠٠.

<<  <   >  >>