للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان الولاة عند عزلهم يستمرون في أعمالهم حتى يصل الوالي الجديد.

وكانت "الدواوين الإقليمية المتفرعة من ديوان الجند تحت أشراف مباشر من والي الإقليم .. وربما أشارت المصادر إليه تحت اسم أمير الحرب" (١).

وكان من واجبات الوالي حماية الولاية من الأعداء المتاخمين لولايته دون انتظار الإذن من الخليفة خلافاً لحالة قيامه بمبادرتهم بالهجوم إذ لابد له من استئذان الخليفة (٢).

وكذلك كان من واجبات الوالي تحصين الثغور وشحنها بالجنود ومتابعة أخبار الأعداء، وتدريب الصبيان على الفروسية والسباحة والرمي (٣).

كما كان الولاة مسئولين عن تعيين العمال والموظفين في أقاليمهم ومحاسبتهم وقد اهتموا بمشاورة أهل الرأي في شؤون أقاليمهم بناء على أوامر الخلفاء (٤)، وأشرفوا على عمران الأقاليم من حفر الأنهار والعيون، وعقد الجسور، وتخطيط المدن، وتعبيد الطرق، وبناء المساجد والأسواق، وتأمين المياه، وإقطاع الأراضي لبناء الدور للسكان، وإحياء الأراضي الموات لتوسيع الأراضي الزراعية (٥).

وكان الوالي مسؤولاً عن الشؤون المالية في ولايته حيث ظهرت بيوت الأموال في المدينة والأمصار في خلافة عمر رضي الله عنه، ولكن عمر عدل عن


(١) السلومي: ديوان الجند ٢٤٥.
(٢) راجع حادثة عزل العلاء بن الحضرمي عن البحرين لقيامه بمهاجمة إقليم فارس دون استئذان الخليفة عمر.
(٣) محمد حميد الله: الوثائق السياسية ٤٨٦.
(٤) محمد عبد القادر خريسات: عمر بن الخطاب والولاة، العدد ٢٥ مجلة المؤرخ العربي
(٥) عبد العزيز إبراهيم العمري: الولاية على البلدان ٢: ٨٠ - ٨١، والبلاذري: فتوح البلدان ١٥٥، ٢٧٣، ٣٥١، ٣٥٢.

<<  <   >  >>